يعتبر عصر الخلفاء الراشدين الأربعة من أزهى عصور التاريخ الإسلامي وأكثرها عدالة وأسلمها نهجاً، فقد تولى الخلافة بعد رسول الله عليه الصلاة والسلام أربعة خلفاء كلهم ساروا على نهج الرسول الكريم واستنّوا سنّته في الحكم، ولم تسلم تلك الخلافة الراشدة من وجود فتن فيها وقلاقل.
في عهد الصديق أبي بكر رضي الله عنه ارتدت كثير من قبائل العرب بامتناعها عن دفع الزكاة إلى بيت مال المسلمين، وبعد ذلك أتت خلافة الفاروق عمر رضي الله عنه التي كانت أكثر أماناً واستقراراً، حيث عم العدل والسلام ربوع الأمة الإسلامية، وقد كان مقتل سيدنا عمر رضي الله عنه - على يد أبي لؤلؤة المجوس - بداية الفتن الكبيرة التي ستعصف بالأمة الإسلامية، فقد شهدت أواخر عهد الخليفة الثالث عثمان بن عفان رضي الله عنه توترات ومشاكل انتهت بمقتله على يد جماعة من الخارجين على الدولة، فما هو سبب الثورة على حكم عثمان رضي الله عنه ؟ ومن هو قاتله ؟
سبب الثورة على حكم عثمانسار عثمان رضي الله عنه على نهج الخلفاء الراشدين من قبله في السياسة والحكم، ولكن ما اختلف فيه عن سلفه حبه الشديد لقرابته حتى أنه كان يوليهم المناصب العليا ويقربهم إليه، كما اتسم عهد الخليفة الراشد عثمان رضي الله عنه بوجود اللامركزية في الحكم، حيث منح للولاة سلطات وصلاحيات تمكنهم من التصرف بعيداً عن قرار السلطة المركزية.
ساهم ذلك في وجود مظالم للناس على بعض الولاة الذين لم يحسنوا التصرف مع الناس، كما ساد البذخ في الإنفاق والصرف من بيت مال المسلمين مع ضعف الرقابة على أوجه الصرف، وقد سببت تلك السياسة ظهور جماعة من الناقمين على الحكم وسياسته حيث تجمع عدد كبير منهم من العراق ومصر، وقرروا التوجه إلى المدينة المنورة - حيث يقيم الحاكم - وإجباره على التنحي أو تولية حاكم آخر محله.
قاتل الخليفة عثمانلم يُعرف عدد محدد لجماعة الخارجين عن الدولة الذين قدموا المدينة المنورة وحاصروا الخليفة عثمان رضي الله عنه فيها، إلا أنه اشتهر من بينهم ستة كانوا من قادتهم وزعمائهم، وأبرز هذه الأسماء الغافقي بن حرب المصري، وقد كان من الذين قدموا مصر وقام بقتل الخليفة، وكذلك كنانة بن بشر التجيبي وروي أنه هو الذي قتل عثمان رضي الله عنه، كذلك عرف منهم سودان بن حمران وعبد الله بن بديل بن ورقاء الغزاعي والأشتر النخعي.
المقالات المتعلقة بمن هو قاتل عثمان بن عفان